البيانات

بيان صحفي حول تطورات العدوان الصهيوني 15 أكتوبر 2024

2024/10/15 21:34م

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي
من حركة المقاومة الإسلامية حماس
حول تطورات العدوان الصهيوني، وخاصة في شمال غزة وما يسمى بخطة الجنرالات

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

الرَّحمة لقوافل شهدائنا الأبرار في قطاع غزَّة والضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس وفي مخيمات اللجوء والشتات في لبنان، وفي جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق؛ الذين امتزجت دماؤهم وحلّقت أرواحهم فداءً ودفاعاً عن الأرض والمقدسات وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.
السلام وتحيّة البطولة والصمود لأهلنا في قطاع غزَّة، الصَّابرين المرابطين الثابتين المحتسبين، رغم الألم والعدوان، الذين يواصلون رسم صورة أسطورية تعبّر عن كبرياء شعبنا الفلسطيني، وأنَّه شعب لا يعرف الانكسار والاستسلام.
السَّلام وتحيَّة الفخر والاعتزاز برجال الله، رجال المقاومة الأبطال، في غزّة العزَّة، وفي الضفة الغربية الأبيَّة وفي جبهات إسناد شعبنا ومقاومتنا في كلّ مكان.

تتواصل لليوم الحادي عشر على التوالي، الحملة العسكرية الإجرامية التي قررتها حكومة الاحتلال الفاشي، في محافظة الشمال، حيث تحتشد المئات من الآليات، وآلاف الجنود، مع قوَّة نارية كبيرة، لتعزل شمال القطاع عن مدينة غزَّة، وتُطْبِق عليه الحصار، بمن فيه من مئات الآلاف من المواطنين المدنيين؛ حيث ارتقى أكثر من 342 شهيداً، أغلبهم من النساء والأطفال.

إنَّ ما يحدث اليوم في شمال قطاع غزَّة، وتحديداً في جباليا ومخيمها، هو عملية إبادة جماعية، مكتملة الأركان، يرتكب خلالها جيش الاحتلال الإرهابي المجازر بحق المدنيين، ويقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، ويضرب البُنى المدنية من شوارع وأحياء سكنية، ومخابز ومستشفيات وآبار مياه.

عشرات الجثامين لا تزال تحت الأنقاض، وملقاة في شوارع جباليا ومخيمها، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ انتشالها، أو الوصول إلى المصابين والمحاصرين في أماكن استهدافهم، فيما يواجه السكان وضعاً إنسانياً مأساوياً، مع تشديد الحصار، ومنع كافة وسائل الحياة من دخول الشمال.

إنَّ هذه الجرائم والمجازر المتصاعدة في شمال القطاع، تأتي في ظل أنباء وتقارير، تؤكّد بدء حكومة الاحتلال تنفيذ مرحلة جديدة من جريمة الإبادة الجماعية وبعنوان ما يُسمّى (خطة الجنرالات)، لفصل شمال قطاع غزَّة وتهجير سكانه .. ليس آخرها ما كشفته وكالة (أسوشيتيد برس)، من بتسريبات حول تفاصيل هذه الخطة، التي ترتكز على إحكام الحصار على شمال قطاع غزَّة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله؛ مقاتلين، ممَّا يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم، بعد إعلان المنطقة؛ (عسكرية مغلقة).

وهنا نقول بوضوح:
إنَّ كلَّ ما يُرصد على الأرض من تحرّكات؛ من حصار مطبق، وقصف مُمنهج وتدمير للأحياء السكنية، وإنشاء للسواتر الترابية، وعزل للمحافظة بالنار والآليات العسكرية عن مدينة غزَّة، وما يواجهه شعبنا في شمال قطاع غزة من أوضاع إنسانية مأساوية؛ يؤكّد كل ذلك أنَّنا أمام واحدة من أكثر الخطط العسكرية التي عرفها التاريخ الحديث انحطاطاً ووحشية ونازية، وضعها جنرالات فاشيون، منعدمون من أيّ أخلاق إنسانية، أو شرف عسكريّ، في انتهاكٍ صارخ واستهتار بكلّ القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية.
إنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإذ نعمل جاهدين لإنقاذ شعبنا ووقف هذه المجزرة، ونجن نواصل جهودنا لدعم صمود أهلنا، ونتابع اتصالاتنا مع الأطراف الدولية الصديقة، وعلى المستوى العربي والإسلامي، ونؤكّد ما يلي:

أولاً: إنَّ ما يسمَّى بـ (خطة الجنرالات) الإجرامية، التي وضعتها حكومة الاحتلال الإرهابية موضع التنفيذ؛ هي تتويجٌ لعامٍ كامل من الإبادة الوحشية، التي استخدم فيها جيش الاحتلال النازي كافة وسائل القتل والإرهاب، وارتكب خلالها مجازر يندى لها جبين الإنسانية، وقتل ما يزيد عن 42289 من أبناء شعبنا في قطاع غزَّة، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ومارس كافة أشكال الضغط والإرهاب، دون أن يتمكّن من تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة، بإخضاع شعبنا ومقاومته، ودفعه للاستسلام، والتخلّي عن حقه في الحرية وتقرير المصير.

ثانياً: إنَّ هذه المجازر ليست حرباً، وإنَّما جرائمُ متكاملة الأركان، وهي علاوة على كونها عدواناً صارخاً على شعبنا، فهي خروجٌ سافرٌ على القوانين الدولية، وانتهاكٌ صارخٌ للقانون الدولي الإنساني، والعالم اليومَ مدعوٌّ لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة قادة الكيان الصهيونازي أمام محكمة الجنايات الدولية، وأمام محاكم جرائم الحرب.
ثالثاً: إنَّ تغاضي المجتمع الدولي ومنظومته، ومؤسسات الأمم المتحدة، عن هذه الجريمة الخطيرة، بتهجير مئات الآلاف تحت وطأة القتل والقصف والتجويع ومنع كل سبل الحياة؛ يشكّل انتكاسة غير مسبوقة في القيم والأسس التي بُنِيَت عليها هذه المنظومة، ويكشف مجدّداً عجز وفشل المجتمع الدولي في وضع حدّ لغطرسة وفاشية وإجرام حكومة الاحتلال المتطرّفة وجيشه الإرهابي، وهو بذلك يهدّد بقاء منظومة المجتمع الدولي على المدى المتوسط، وما يعنيه ذلك من تداعيات.
وفي هذا السياق: نجدّد دعوتنا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تجاوز الإرادة الأمريكية المكبِّلة، والنظر في إجراءات فعالة وواضحة، لِلَجم هذه الحكومة الإرهابية النازية، وفرض قرارات تحمي المدنيين العزّل، وتوقف حرب الإبادة بحقّهم، وتتصدّى لخطط الاحتلال في شمال القطاع.

رابعاً: نحمّل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكب يومياً ضد شعبنا في قطاع غزَّة، وتصعيد الحصار وقتل المدنيين العزّل في خيمهم وأماكن نزوحهم، ونؤكّد أنَّ المواقف الأمريكية التي تدعو يومياً إلى وقف هذه الإبادة، دون ترجمة عملية وضغط على نتنياهو وحكومته الفاشية، باتت تشكّل أحد أدوات هذه الحرب الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني، وتؤكّد تورّط الإدارة الأمريكية الواضح في هذه المجازر.

خامساً: ندعو دولنا العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى التحرّك العاجل، وتحمّل مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية والإنسانية في الضغط الجاد والفاعل لوقف المذبحة المستمرة في قطاع غزَّة، وأخذ دورهم في إسناد شعبنا ودعم صموده، وفرض إغاثته وإدخال ما يلزم من مساعدات إلى كافة مناطق القطاع وخصوصاً أهلنا في الشمال، وتعزيز صمود شعبنا ومقاومته في التصدّي لمخططات الكيان الصهيوني التي لا تستهدف شعبنا فحسب، بل تمتد لكافة دول الإقليم، وفق عقيدة حكومة الاحتلال الفاشي المتطرّفة.

سادساً: ندعو أبناء أمتنا العربية والإسلامية، ومنظماتها وهيئاتها وحركاتها، وكافة الأحرار والشرفاء حول العالم، للتحرّك الفوري والعاجل وبكل الوسائل، في الشوارع والساحات والجامعات والنقابات، لممارسة كل الضغوط والتأثير لوقف عدوان الاحتلال الصهيوني في قتل وتهجير شعبنا. وفي السياق، ندعو قادة الرَّأي والعلماء في أمتنا للعمل الجاد من أجل تفعيل دور الأمَّة وحراكها في مواجهة العدوان الصهيوني والدعم الأمريكي لهذا العدوان.

سابعاً: نجدّد تأكيدنا أنَّ هذه الخطة الوحشية المسمَّاة بـ (خطة الجنرالات)، محكومٌ عليها بالفشل، فكما تحطّمت كافة محاولات حكومة الاحتلال وجيشها الفاشي، على مدار عام كامل من الإبادة والإجرام، لإخضاع شعبنا، أو دفعه للهجرة أو الاستسلام؛ فإنَّ خطته في شمال القطاع ستتحطّم، أمام صخرة ثبات وإرادة وصمود أبناء شعبنا الصَّابرين المرابطين في شمال قطاع غزة، وبسالة وشجاعة مقاومتنا الباسلة؛ التي ستواصل التصدّي لجيش الإرهاب الصهيونازي في الميدان، وهم واثقون بالله وبنصره وتأييده.
ختاماً، نبعث برسالة فخر واعتزاز لأهلنا الصامدين في قطاع غزَّة، ونشيد بصبرهم الأسطوري وثباتهم البطولي على أرضهم، في كل قطاع غزَّة، في شمالها وجنوبها، وإنَّنا معهم جميعاً على موعد قريب، لكسر غطرسة هذا العدو وإفشال مخطط جنرالاته، بفضل الله وقوّته وتأييده، وبفعل صمودكم وثباتكم وصبركم ومصابرتكم.
{إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
الرَّحمة والخلود للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين والمرضى، والنصر بإذن الله لشعبنا ومقاومته.

وإنَّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد

حركة المقاومة الإسلامية (حماس)

الثلاثاء: 12 ربيع الآخر 1446 هـ
الموافق: 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2024م

رابط مختصر: