لقد تردد العدو في الاعتراف بالعدد الحقيقي لقتلاه في هذه العملية، فكيف له أن يخفي اختفاء الجندي شاؤول أرون صاحب الرقم (6092065)، إن هذا الجندي هو أسير لدى كتائب القسام في هذه العملية” مثّل إعلان كتائب القسام عن أسرها للجندي شاؤول أرون في اليوم الثالث عشر من معركة العصف المأكول عام 2014م تأكيداً جديداً على استراتيجيتها الثابتة في التعامل مع قضية الأسرى عبر أسر الجنود بهدف تحريرهم من سجون الاحتلال.
أولت حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” قضية تحرير الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني اهتماما كبيراً ولم تقصره على الخطابات والشعارات فقط، بل ترجمت ذلك الاهتمام واقعًا عمليًا حين نفذت عشرات عمليات أسر جنود الاحتلال منذ انطلاقتها وحتى اليوم بهدف كسر قيد أسرانا وتحريرهم من سجونهم.
وحين سُئل الشيخ المؤسس أحمد ياسين عن عمليات الأسر أجاب: “من الممكن أن تفشل عشر عمليات وتنجح عملية، لكن في النتيجة أننا في حركة حماس سننجح ونحرر أسرانا”.
شاؤول آرون
وظهر اهتمام حركة حماس بقضية الأسرى خلال معركة العصف المأكول جلياً، فحاولت كتائب القسام مرارًا خلال المعركة أسر جنود الاحتلال، حتى نجحت فجر الأحد العشرين من يوليو عام 2014م، حين نفذت وحدة خاصة من كتائب القسام عملية عسكرية نوعية شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، استدرجت فيها قوة صهيونية خاصة حاولت التقدم شرق حي التفاح، ونجح الاستدراج ووقعت القوة في حقل الألغام المعد مسبقًا، وأدت العملية إلى مقتل 14 جنديًا صهيونيًا من مسافة صفر، وأسر الجندي شاؤول آرون من داخل آليته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة.
الصندوق الأسود
وبعد أسر الجندي شاؤول أرون باثني عشر يومًا وفي الأول من أغسطس عام 2014م، أوقعت كتائب القسام قوة صهيونية خاصة من لواء جفعاتي بأحد كمائنها بعد أن تقدمت القوة نحو 2 كيلو متر شرق رفح لتقع في مرمى القسام وينتهي الحال بجنودها بين قتيل وجريح ومفقود.
وخلال هذا الكمين فقد جيش الاحتلال الضابط هدار غولدن بعد اشتباك مسلح خاضته نخبة القسام مع وجنود الاحتلال، لتبتلعه أنفاق القسام شرق رفح، تزامنا مع ذلك أكدت الكتائب فقدان الاتصال بالمجموعة المنفذة للكمين، ولاحقًا نشرت صورًا تظهر أن هدار غولدن أسيرًا في قبضة وحدة الظل القسامية.
عمليات الإنزال
ومنذ اليوم الأول لمعركة العصف المأكول وضعت كتائب القسام تحرير الأسرى نصب عينيها، وبذلت في سبيل ذلك الغالي والنفيس، فبعد أقل من 24 ساعة على بدء العدوان الصهيوني على غزة نفذت كتائب القسام في الثامن من يوليو عام 2014م عملية إنزال خلف خطوط العدو في قاعدة زيكيم العسكرية على شاطئ مدينة عسقلان، حيث تمكن المنفذون من عبور البحر سباحة والغوص لعدة كيلومترات قبل اقتحام القاعدة، وقتلوا خلال العملية عددًا من جنود الاحتلال، وفجروا دبابة من نوع “ميركافاه”.
وبعدها بأقل من عشرة أيام نفذت مجموعة من وحدة النخبة القسامية في السابع عشر من يوليو عام 2014م عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع صوفا العسكري شرق رفح، عبر أحد الأنفاق الاستراتيجية، مهمة استطلاع بالقوة كان هدفها رصد المكان ومعرفة أماكن تمركز العدو وآلياته بدقة من أقرب نقطة، ودمروا خلال هذه المهمة منظومة الاستخبارات داخل الموقع.
ولم يمضِ يومان فقط حتى نفذت نخبة القسام في التاسع عشر من يوليو عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع أبو مطيبق العسكري شرق المحافظة الوسطى، كمن خلالها المجاهدون داخل الموقع لأكثر من 6 ساعات في ترقبٍ لفريستهم المنتظرة، إلى أن وصلت دورية عسكرية مكونة من أربعة جيبات، وعلى الفور هاجم المجاهدون الدورية من نقطة صفر وقتلوا 8 جنود، وغنموا قطعتي سلاح من نوع M16، فيما استشهد المجاهد أحمد سعدة خلال هذه العملية.
وفي الحادي والعشرين من يوليو عام 2014م، نفذت كتائب القسام رابع عمليات الإنزال المخطط لها مسبقًا، حيث نفذت إحدى مجموعات النخبة عملية إنزال في موقع 16 العسكري شرق بيت حانون، كمن المنفذون لجيبين عسكريين، استهدفوا الجيب الأول بالقذائف، ما أدى إلى تفحمه وقتل من بداخله، وعندها توقف الجيب الثاني هاجمه المجاهدون من مسافة صفر وقتلوا مَن بداخله، واعترف الاحتلال بمقتل 5 جنود بينهم قائد كتيبة، وإصابة عدد آخرين.
واصلت كتائب القسام عملياتها البطولية لأسر الجنود خلال معركة العصف المأكول، فنفذت في الثامن والعشرين من يوليو عام 2014م عملية إنزال خلف خطوط العدو في موقع ناحل عوز العسكري شرق غزة، هاجم المجاهدون الجنود داخل الموقع من نقطة صفر، وقتلوا 10 جنود، وحاولوا أسر أحد الجنود، إلا أن ظروف الميدان لم تسمح بذلك فقتلوه قبل أن ينسحبوا من المكان بسلام، واغتنموا في هذه العملية قطعة سلاح من نوع “تافور”.
هزيمة مضاعفة
وبعد مرور تسعة أعوام على تنفيذ كتائب القسام لعملية الإنزال خلف خطوط العدو في موقع الـ 16 العسكري، كشفت القناة “12” العبرية، أن طائرات الاحتلال استهدفت أحد جنودها بعد أن تمكنت المجموعة القسامية المنفذة لعملية الإنزال من أسره خلال العملية لتؤكد الهزيمة المضاعفة التي مُني بها جيش الاحتلال.
وبثت القناة مشاهد مصورة من طائرة مسيرة لاقتراب أحد مقاتلي القسام من جيب عسكري وأسره للجندي “نداف غولدباخر” وهو داخل الجيب العسكري، قبل أن تستهدفهما طائرة مُسيرة صهيونية بصاروخ.
وخلال المواجهة البرية مع جيش الاحتلال والتي أظهر فيها مقاتلو القسام بسالة منقطة النظير نفذت القسام العشرات من الكمائن والاشتباكات المسلحة والتي حاولت في بعضها أسر جنود الاحتلال لكن ظروف الميدان حالت أمام نجاح هذه المحاولات.
وتسعى حماس جاهدة لتحرير الأسرى من سجونه، وهذا ما أكده مرارًا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أن حماس لديها القدرة على إجبار الاحتلال على الدخول في صفقة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، مشددًا على أنه في حال لم يقتنع الاحتلال بالوصول إلى صفقة، فإن حماس وكتائب القسام ستجبره وتزيد الغلة عبر أذرعها الممتدة في كل مكان.