أكد رئيس حركة حماس في الخارج الأخ المجاهد خالد مشعل، أن طوفان الأقصى أوقف مشروع هدم الأقصى وعطله، وأربك الكيان الصهيوني، وأعاد الروح للأمة ولشعبنا، وحشر “إسرائيل” في الزاوية، وكشف وجهها القبيح أمام العالم، وأحدث تأثيرات استراتيجية عظيمة.
وأوضح مشعل في لقاء تلفزيوني مع قناة العربي مساء اليوم الأربعاء، أن هناك أثمانا باهظة لطوفان الأقصى من دماء شعبنا أطفالنا ونسائنا وإخواننا، مضيفًا: “هؤلاء أحبابنا وشعبنا في غزة العزة، ومعاناتهم تعزُّ علينا، لذلك نحن نعمل طوال الفترة الماضية بقدر ما نعمل على إدارة المعركة للانتصار فيها، ونعمل أيضًا على وقف العدوان تخفيفًا عن شعبنا”.
وقال: “إن المقصود بالتصريحات السابقة حول الخسائر التكتيكية أن خسائرنا التكتيكية على صعيد المقاومة، أما خسائرنا المتعلقة بشعبنا، فهذا شعبنا، والمقاومة ليست منفصلة عن الحاضنة، وحماس لم تقصر أبدًا في وقف العدوان على شعبها، ولا في إغاثة هذه الحاضنة الشعبية العظيمة التي نرفع لها القبعة في غزة العزة، وهي من أعظم الحاضنات الشعبية في التاريخ، لذا المقاومة تقاتل من أجل شعبها العظيم”.
ملف المفاوضات
وأوضح مشعل أن الحركة تعمل على إدارة مفاوضات عبر الوسيط المصري والقطري ووسطاء في الساحة الدولية، لوقف العدوان على غزة، مشيرًا إلى أن العالم يشهد، حتى الإدارة الأمريكية لكنها منحازة، يشهدون أن من يعطل المفاوضات هو نتنياهو.
وأضاف: “بايدن أطلق مبادرة ثم أقرت في مجلس الأمن وحماس انفتحت على ذلك وتعاملت بإيجابية، وتُرجم ذلك في وثيقة 2/7 ولكن للأسف الوسطاء لا يستطيعون فعل شيء أمام تعنت نتنياهو الذي كان معنيًا بمواصلة الحرب، انطلاقًا من أجندته الصهيونية الليكودية”.
وأشار رئيس الحركة في الخارج أن الحركة نسقت مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وعقدت لقاءات عديدة لإسناد غزة في هذه الحرب الشرسة، وأيضًا إدارة مفاوضات تؤدي إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان على غزة.
اليوم التالي للحرب
وفيما يتعلق باليوم التالي للحرب قال مشعل: “العدو كان يطرح أنه هو من سيحكم غزة، ثم أدركوا أن ذلك مجرد نزوة، ومن تجربتهم خرج منها شارون صاغرًا، وكما خرجوا من نيتساريم سيخرج الاحتلال من “تل أبيب” بإذن الله فهذه أرضنا وليست أرضهم”.
وأضاف: “ثم قالوا إننا نريد أن نصنع إدارة، والحديث عن قوات عربية وقوات دولية، وكانوا رافضين للسلطة الفلسطينية، ثم جاء الأمريكان وقالوا يمكن أن يكون هناك سلطة متجددة، إلى أن أدركوا أنه لا بد من تفاهم بين مجمل القوى الفلسطينية، والمصريون قدموا خيارا ووافقت عليه حماس وهو حكومة وفاق وطني تشمل غزة والضفة، وبالتالي تدير الوضع الفلسطيني في غزة والضفة”.
وتابع: “وزراء تكنوقراط من الشخصيات ذات الكفاءة بتوافق القوى الفلسطينية، لكن بعض الأطراف لم تقبل هذه الصيغة، وحماس قبلتها لأنها تريد أن تكون غزة والضفة الغربية وحدة سياسية واحدة، وبعد هذا التعطيل، قدمنا ورقة فيها بعض التعديلات وهي كانت أرضية للنقاش مع الفصائل تتضمن إدارة وطنية محلية في غزة بالتوافق مع السلطة في رام الله حتى نبقي على الوحدة الوطنية”.
وأردف: “عندما قدمنا هذه الورقة طرحنا ذلك على كل الفصائل بما في ذلك الإخوة في حركة فتح، وجرت لقاءات في موسكو وفي بكين ولقاءات قبل ذلك، واليوم ما يجري في القاهرة هو لقاء ثنائي مع حركة فتح تمهيدًا لإيجاد أرضية تقرب مواقفنا لعلنا إذا توافقنا كفصيلين كبيرين وكل شركائنا في الوطن كبار، بعد ذلك نجمع الفصائل ونقرر اليوم التالي بعد الحرب”.
وأكد مشعل أن الحركة والفصائل لا يقبلون أي تدخل من أحد لا من الصهاينة ولا من غيرهم في ترتيب بيتنا الفلسطيني، وأن ترتيب البيت الفلسطيني هو قرار فلسطيني وطني محض.
جبهات المقاومة
وفيما يتعلق بجبهات الإسناد، أكد مشعل أن قوى المقاومة والإسناد دفعت أثمانًا باغتيال قيادتهم مثل سماحة السيد حسن نصر الله، كما اغتيل قبلها رئيس الحركة الأخ أبو العبد إسماعيل هنية والشيخ القائد صالح العاروري رحمهم الله جميعاً، وهؤلاء كانوا على درب التحرير ونصرة غزة، مشددًا على أن المعركة اليوم أصبحت معركة شرسة ضد الاحتلال.
وقال مشعل إنه “عندما عجز نتنياهو عن استعادة صورة الردع، ولم يحقق شيئًا طوال عام كامل في غزة، هرب إلى الجبهة اللبنانية ليحاول استعادة بعض الصورة، نعم استعاد جزءا من الصورة بعملياته الأمنية، لكن الآن في معارك الجنوب يواجه صعوبات كبيرة”.
وأضاف: “العبرة في منطقتنا وفي التاريخ تقول: لا مستقبل للغزوات الاستعمارية، فالصليبيون في بلادنا اندحروا بعد مئة عام في فلسطين ومئتي عام في المنطقة، والمغول كذلك، والاستعمار الحديث انكسر، وكل المجمعات الاستعمارية لا مستقبل لها، لذا يجب أن يكون عندنا يقين أننا منتصرون”.
وتابع رئيس الحركة في الخارج إن “ما تفعله “إسرائيل” في المنطقة حيث تقتل وتضرب في كل مكان، هذا يعكس طبيعة المشروع الصهيوني في الهيمنة والتوسع، وحتى أنت لو لم تقاتلهم هم سيتآمرون عليك، مثل ما تفعل في التآمر على الأردن من خلال إفقاده دوره في المسجد الأقصى المبارك والمقدسات، وكذلك تسعى لتهجير ملايين من الضفة الغربية إلى الأردن، وكذلك تتآمر إسرائيل على مصر”.
الوحدة العربية
وبين أن “طبيعة المشروع الصهيوني يمس الأمن القومي العربي، وبالتالي من المنطق أن نقاتل هذا الكيان، واليوم الرد الإيراني رد طبيعي لأن “إسرائيل” اغتالت الأخ أبو العبد وانتهكت سيادة طهران، فمن الطبيعي أن تثأر إيران لدماء القائد هنية والسيد حسن نصر الله، فالاحتلال من بدأ بالعدوان”.
وتابع: ” العرب يستطيعون أن يقوموا بالاستراتيجية التالية، أولًا أن يصنعوا قوة حقيقية تتراكم مع الزمن، ثم أن يوحدوا الصف العربي والإسلامي، ثم أن يدعموا أشكال المقاومة المختلفة، فنحن لا نطلب من الدول العربية اليوم أن تتدخل بجيوشها لأن جيشوها غير مهيئة للصراع، ولا نريد دمار الدول العربية، أنا أقول لهم خلال هذه الفترة ادعموا قوى المقاومة فهي سندكم، وتدافع عنكم، وخط الدفاع الأول”.
وشدد أنه على الأمة أن تقاتل العدو الصهيوني المجرم ولا تترك غزة وحدها تنفرد في هذه المواجهة، في ظل موازين قوى مختلة.