أكد الدكتور خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، أن ما قاله نتنياهو حول عدم معرفتهم لمصير الاستهداف للقيادي محمد الضيف والقيادي رافع سلامة كما ادعى، هو دلالة واضحة على فشل هذا الاستهداف الكاذب، ومحاولة من الجيش المجرم لتسويق جرائمه ضد شعبنا.
نصر مزيف
كما أكد الدكتور الحية خلال في حديثه مع قناة الجزيرة مساء اليوم السبت، أن مزاعم الاحتلال ومزاعم نتنياهو كاذبة، وأن نتنياهو كان يتمنى أن يعلن في مؤتمره البائس نصراً مزيفاً، مضيفًا: “محمد الضيف يسمعك الآن ويستهزئ بمقولاتك الكاذبة الفارغة من مضمونها”.
وقال: “نطمئن رغم الألم الذي يعتصرنا لعشرات الضحايا والشهداء، ونؤكد أن دماء القائد محمد الضيف ليست أغلى من دماء أصغر طفل فلسطيني، والادعاء باستهداف قيادات هنا وهناك هو تبرير سخيف لقتل النساء والأطفال، وكل فلسطيني إن كان في غزة أو الضفة أو أي مكان”.
وشدد على أن المقاومة وشعبنا أثبتوا صمودهم في غزة، وأظهروا الجيش المجرم ألعوبة باستهدافه في كل مكان، وإحالة دباباته إلى حطام، وأن الجيش المجرم الذي ظهر بهذه الصورة الضعيفة، أراد أن يرد الاعتبار لهذه الهزيمة، مضيفًا: “إذا كان نتنياهو يظن أنه بهذا الفعل يمكنه أن يدفعنا لشيء لا نقتنع به ولا نريده فهو واهم”.
وبيَّن نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، أن الاحتلال يزيد من حجم الضحايا ليوهم العالم أنه يقاتل، وهو يريد أن يحرج الوسطاء وأن يضغط على الحاضنة الشعبية ظانًا أنه بإمكانه بالقتل الجماعي والتجويع أن يدفع الشعب الفلسطيني إلى أن يرفع يده عن احتضان المقاومة.
وأضاف: “نحن مطمئنون أن شعبنا الذي يقاتل الاحتلال منذ 76 عاماً ويدافع عن الحرية وعن الكرامة ويريد أن يحقق حلمه بالحرية والعودة، هذا الشعب لا يمكن أن يستسلم، وكل المحاولات لضرب الحاضنة الشعبية الصامدة ستبوء بالفشل”.
وأشار إلى أن الاحتلال أظهر أمام العالم أنه لا يريد اتفاقاً، وهذه مسؤولية واضحة أن نتنياهو وهو على مقربة للذهاب للحديث في الكونغرس يريد أن يظهر شيئاً ما من صورة النصر المزعوم التي يبحث عنها منذ 9 أشهر ولم يستطع أن يحققها.
المفاوضات
وفيما يتعلق في ملف المفاوضات قال الحية: “قدمنا كل المرونة التي قدمناها في كل المراحل، ونحن مطمئنون أن هذا موقف يجب أن نأخذه ليس تحت الضغط، إنما هو قناعة للوصول إلى أهدافنا المشروعة، ونحن نأمل من كل المراقبين في العالم وفي مقدمتهم الوسطاء أن يقولوا للعالم أجمع إن نتنياهو يلعب بمصير المنطقة والاتفاق”.
وأضاف: “إذا ما قارن أحد بين كلام بايدن في مؤتمره الصحفي وكلام نتنياهو يدرك الفرق الشاسع بينهما، ويدرك أن نتنياهو لا يريد أن يصل إلى اتفاق ولا يعنيه أصلاً الأسرى الإسرائيليين، ونتنياهو يقول استرجعنا 125 من الأسرى، وكان عليه أن يقول استرجعناهم بالمفاوضات، ويقول بقي 120، وكان عليه أن يقول لشعبه إنه قتل العشرات من هؤلاء”.
ونوَّه إلى أن نتنياهو يحاول أن يخلط الأوراق بشروط جديدة في دلالة واضحة أنه لا يريد الاتفاق، ولا يريد أن يسترجع الأسرى الإسرائيليين، ولا يريد أن يوقف هذه الحرب المجنونة في المنطقة وعلى شعبنا الفلسطيني.
وشدد الحية على أن على العالم أن يوقف العدوان على شعبنا، مؤكدًا “نحن وشعبنا صامدون وثابتون بإذن الله، ونريد أن نحقق أهداف شعبنا في وقف العدوان مباشرة وتحقيق صفقة جادة وعادلة”.
كل الخيارات مفتوحة
وأكد أن كل الخيارات أمام الحركة مفتوحة، مضيفًا: “لكننا لن نعطي نتنياهو ما يريد، سنبقى نتعامل بكل مسؤولية فيما يحقق أهداف شعبنا، وسنبقى ندافع عن شعبنا في الميدان، والمقاومة الفلسطينية وكتائب القسام وفصائل المقاومة تقف بكل رجولة وبكل بسالة تدافع عن شعبها”.
وأضاف: “شعبنا لن ينزلق إطلاقاً فيما يريده ويخطط له نتنياهو، وسنبقى نقف في المواقف التي توصلنا إلى وقف هذا العدوان بكل ما أوتينا من قوة، لكن بكل جرأة وبكل رجولة وبكل مسؤولية”.
وتابع: “نحن ننتظر الوسطاء أن يعودوا لنا برد على إجابة حركة حماس على مقترحات الرئيس الأمريكي بايدن، فنحن قدمنا مقاربة واضحة وقريبة ومتفهمة أشاد بها الوسطاء وأثنى عليها الأمريكي، بل واعتبرتها أوساط إسرائيلية مسؤولة أنها تفتح الطريق للوصول إلى اتفاق وصفقة”.
وأكد الحية أن المواقف التي قالتها الأطراف المتعددة تؤكد شيئًا واحدًا: أن حماس إيجابية، وأن حماس معنية بالوصول إلى الاتفاق وإنهاء العدوان، وأن حماس تقف في موقف مسؤول، وأن الذي عليه أن يجيب هو نتنياهو.
وأشار إلى أن الحركة لا تدير مواقفها بردات الفعل التي ربما لا تؤدي المطلوب، مبينًا أن الحركة في انتظار رد نتنياهو وحكومته على مقترحات الوسطاء، ولن تتخذ أي خطوات حتى نحصل على إجابتهم، مضيفًا: “نحن في الميدان نقاتل، ونحن مع شعبنا نصمد، ونحن في ميدان المفاوضات نفاوض، نحن نقف على أرض صلبة في كل المجالات، ولذلك نقول إن نتنياهو يتحمل فشل الصفقة إذا ما فشلت وعادت إلى نقطة الصفر، لكن لن نتحمل نحن هذه المسؤولية ليفلت نتنياهو من الزاوية”.
وتابع: “نحن في موقف تفاوضي جيد وقوي، وقد قدمنا ما علينا أن نقدمه بكل قناعة دون ضغوط من هنا وهناك إلا ضغوط مصلحة شعبنا التي هي نصب أعيننا، وكل الخيارات متاحة ومفتوحة، ولكن خياراتنا هي ثلاثة: خيار المقاومة، وصمود الشعب، ومفاوضات جادة ومسؤولة هدفها تحقيق مطالب شعبنا”.
وشدد القيادي في الحركة على أن نتنياهو يكذب كما يتنفس، مبينًا أن القضايا العالقة ليست كثيرة، وبالإمكان الوصول إلى اتفاق حولها إن أراد نتنياهو إبرام صفقة واتفاق.