أكد خالد مشعل رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في إقليم الخارج، أن المقاومة بخير وأعادت التموضع في كل مكان، والحاضنة الشعبية رغم آلامها صامدة ملتفة حول المقاومة، مشيرًا إلى أن البعض يتألمون ولكنهم صابرون محتسبون، وكلهم مع المقاومة يضحون بأغلى ما يملكون
وأوضح مشعل خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمهرجان طوفان الأحرار بمدينة إسطنبول، اليوم السبت، أن ما يحدث إعجاز من رب العالمين، أن فئة مؤمنة تنتصر على حرب الصهاينة وأوليائهم، مؤكدًا أن غزة العزة تقف في وجه حرب عالمية تقودها أمريكا وبعض العواصم الغربية مع الكيان الصهيوني.
العدو يتقهقر
وشدد على أن العدو يتقهقر ويفقد ثقته بنفسه ويتآكل، لافتًا إلى أن الأزمة تنتقل إلى صفوفه الداخلية، لأن الشعور بالهزيمة يثير لديهم الإحباط، كون العدو تعود أن يخوض معارك سريعة خاطفة، وأن ينتصر على أعدائه في أيام أو في أسابيع، أما أن يخوضها ثمانية أشهر ضد غزة فيعجز أمامها، هذا بعث فيه روح الهزيمة، فـ”إسرائيل” اليوم تهتز جدرانها وقواعدها، وتفقد ثقتها بنفسها، وتعود إلى نقطة الصفر.
ونوّه إلى أننا أمام لحظة تاريخية، وفرصة لهزيمة “إسرائيل” بإذن الله، مؤكدًا أننا أمام فرصة لتفكيك المشروع الصهيوني، ووضع أقدامنا على طريق التحرير وحسم الصراع من أجل استنقاذ فلسطين والقدس والأقصى.
وقال رئيس الحركة في إقليم الخارج: “هذه الفرصة التاريخية تحتاج إلى رجال، تحتاج إلى جهد وعمل، وبعد مضي ثمانية أشهر، وإخوانكم المجاهدون على أرض غزة يقولون لكم: نحن مستمرون في جهادنا ولدينا قدرة ونفس بقدرة الله أن نواصل المعركة، فماذا نقول لهم بعد خطاب أخي أبي عبيدة بالأمس؟ ما هو ردنا كأمّة؟”
وأضاف: “المطلوب من أمتنا أن تواصل ما بدأته منذ اللحظة الأولى بعد 7 أكتوبر، الفعاليات والبرامج التي فعلتموها طوال الشهور الثمانية الماضية، عليكم أن تواصلوها، استعينوا بالله ولا تملوا، إخوانكم لا يملون على أرض غزة وفي ساحات القدس والضفة، فلا تملوا، لا تتقهقروا، لا تقولوا لقد تعبنا، المجاهدون في الميدان لم يتعبوا، فلا نتعب معهم”.
الجرائم مستمرة
وأشار مشعل إلى أن العدو لا زال يرتكب جرائمه، التي كان آخرها مجزرة بتدمير حي سكني في مخيم جباليا انتقاماً لبطولة أهل جباليا العظماء، والعدو ما زال يجوع غزة، وما زال يحاصرها ويجتاح رفح، ويخوض معارك إجرامية ضد أهلنا في الزيتون وفي كل أنحاء غزة.
وأضاف: العدو ما زال يرتكب جرائمه في الضفة، في مخيم جنين بالأمس وقبلها في طولكرم وفي القدس، وساحات الأقصى ما زالت تشهد الانتهاكات والاستباحة لمسجدنا الأقصى المبارك من قطعان العدو وجنوده ومستوطنيه، عدونا يلاحقنا في كل مكان، بالأمس في جنوب لبنان وفي غيرها من المواقع.
وأكد أن غزة كشفت عن الأصالة في الإنسانية، وكشفت عن الروح في أمتنا، مضيفًا: “نحن اليوم أمام مشهد يبعث فينا الثقة بالنصر، واليوم هذا التغير في الساحة الإقليمية والدولية يقول لنا: نحن المنتصرون، نحن المنغرسون في أرضنا، العاقبة لنا”.
شكرًا للطوفان العالمي
وقال مشعل إن قيادة الحركة على رأسها الأخ أبو العبد هنية، وفي غزة هناك أبو إبراهيم يحيى السنوار، وأبو خالد الضيف، وكل الحركة في الداخل والخارج تقول شكراً لكل من ضحى من أجل فلسطين وطعن الصهاينة في القدس ولقي ربه شهيداً، شكراً لكل من أطلق صاروخاً ضد العدو، شكراً لمن أسهم في معركة الشرف.
وأضاف: “شكراً لهذا الطوفان المالي، الجهاد بالمال، رأينا الأمة سخية كما لم تكن من قبل، لأنها تشعر بالواجب وبالشرف إذ تنخرط في الجهاد المالي في إسناد إخوانهم داخل فلسطين وعلى أرض غزة، وشكراً لمن ملؤوا الشوارع بالملايين نصرة لغزة وغضباً على الصهاينة وعلى القوى الغربية المساندة للصهاينة، وشكرًا لمن حاصر السفارات الإسرائيلية والأمريكية، شكراً لمن انتفض في كل مكان”.
وأوضح مشعل أننا ما زلنا في قلب الطوفان وفي قلب المعركة، مطالبًا بمواصلة الجهاد بالمال نصرة لغزة، لإيواء الناس، لإغاثتهم، لإطعامهم، ولنصرة المجاهدين وإسنادهم، لشراء السلاح لهم، لكفالة عوائلهم، وكل الشهداء العظام.
وأضاف: “نريد طوفاناً في الشارع، نريد عودة الملايين، نريد تظاهرات في الشارع العربي والإسلامي، ونريد طوفان الإعلام أن يواصل رسالته وكلمته وموقفه، نريد للرواية الفلسطينية الصادقة أن تبلغ مداها وأن تسيطر على كل المنابر في وسائل التواصل الاجتماعي وفي كل المحافل، ونريد طوفان القانون كما هو في لاهاي، نحاكم المجرمين القتلة، نقف مع جنوب إفريقيا وهذه الدول كما تقف معها الآن تركيا ودول أخرى كليبيا ومصر، نريد دولاً أخرى تنخرط في هذه المعركة، تشارك أمتنا هذا الشرف، تلاحق الصهاينة في كل المحافل والمنابر”.
وتابع: “نريد طوفان الطلاب أن يتواصل، هذه الجامعات التي غضبت وحق لها أن تغضب، تنتصر لزملائهم وأقوالهم وأخواتهم الذين دمرت جامعاتهم في غزة وقتل الطلاب كما قتل أبناء شعبنا، ونريد أن ننخرط في معركة الجهاد والمقاومة”.
وأردف: “نريد طوفان الجهاد والمقاومة، هذه مسؤوليتنا ما دمنا أمام فرصة لهزيمة الصهاينة، العدو يترنح، ما دمنا أمام فرصة للتحرير واستعادة القدس والأقصى، وأمام فرصة لوقف العدوان على غزة، المطلوب أن ننتقل نقلة كبرى بطوفان الجهاد والمقاومة، من لم يحضر نفسه، فليحضر نفسه من الآن، ومن حضر نفسه، فلينخرط في المعركة”.
جبهة موحدة
ولفت إلى أن هناك مواقف سياسية من الدول العربية والإسلامية ومن الدول شرقًا وغربًا، يشكرون عليها في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، مطالبًا بجبهة سياسية عريضة تواجه الصهاينة وتواجه الإدارة الأمريكية التي ما زالت تصطف مع نتنياهو رغم خلافها معه، تدعمها بأدوات الدمار وتعلن أنها لا تتخلى عن حماية “إسرائيل” رغم جرائمها.
وأضاف: “نرى تململاً طيبًا وتغيرًا في بعض المواقف من الدول العربية والإسلامية، نريد المزيد، الدول العربية والإسلامية هي القادرة على تشكيل هذه الجبهة، هي أن تقودها، أن تبادر إليها، وتجمع الشرق والغرب على كلمة سواء، على موقف رجولي إنساني يضع حداً للجريمة الصهيونية”.
وتابع: “اليوم العالم ينتفض، نحتاج إلى ترجمة سياسية توقف هذا العدوان، والأمة قادرة، من يعلق الجرس؟ يا أبناء الأمة، أبشروا بالنصر عندما تعودون بعد هذا المؤتمر العظيم إلى بلادكم، واصلوا دوركم، واصلوا ما تقومون به منذ ثمانية أشهر، ثم انخرطوا في معركة الجهاد والمقاومة، ثم انطلقوا إلى جبهة سياسية، إلى اعتصام مفتوح، إلى غضب متواصل يوقف الجريمة على أرض غزة”.