أخبار

أبو عبيدة: المقاومة راسخة والاحتلال النازي لا زال عالقًا في رمال غزة بلا أفق

2024/04/23 19:59م

أكد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أنه ومنذ 200 يوم على معركة طوفان الأقصى التي بدأت بتدمير فرقة غزة في جيش العدو الصهيوني في صباح السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وتسديد ضربة هي الأولى من نوعها في تاريخ الكيان، انتصارًا للأقصى؛ لا يزال العدو المجرم وجيشه الهمجي يحاولون لملمة صورتهم لكنهم لا يحصلون إلا على المزيد من الخزي والعار وإساءة الوجه، سواء في انكسار جيشهم وفشله المدوي أمام بأس مقاومتنا وشعبنا، أو في صورتهم القذرة الوحشية التي تحطمت أمام العالم بأسره الذي عرف هذا الاحتلال على حقيقته البشعة كما لم يعرفها من قبل أبدًا.

لا أفق للاحتلال

وشدد أبو عبيدة في خطاب مصوَّر اليوم الثلاثاء، على أن جيش الاحتلال الهمجي النازي لا زال عالقًا في رمال غزة بلا هدف ولا أفق ولا انتصار موهوم ولا تحرير لأسراهم، ويستغلون ورطتهم على الأرض في المزيد من التدمير الانتقامي الأعمى والأهوج والعشوائي، الذي لم يحقق يومًا انتصارًا لأي من الغزاة، مؤكدًا أن هذا الجيش السادي وقيادته الفاشلة لن يكونوا أوفر حظًا من الغزاة القتلة عبر التاريخ، بل سيحصدون المزيد من الغضب وروح الانتقام والاستعداد لكنسهم ومواجهتهم في فلسطين وحولها، بل عبر العالم بأسره.

وقال: “سمعنا زعيم النازية الجديدة نتنياهو يقول إن والده أخبره بأن الكراهية لهم هي فيروس يتجدد عبر الزمن، ونقول له هذا صحيح وليس بحاجة ليكتشفه والدك المؤرخ، لكن ما نسي أن يقوله لك والدك أن هذا الفيروس سببه قذارتكم المفرطة ودماء الأبرياء التي تتلطخ بها أياديكم عبر الزمن، ما نسي أن يقول لك بأن هذا الفيروس قاتل وفتاك وأن نتيجته الأكيدة هي موتكم وزوال احتلالكم وسقوطكم بإذن الله، أضف هذا، أيها النازي المتعجرف، إلى دفتر حكم والدك، وارجع إلى أسفار توراتك واقرأ فيها عذاب الله لأمثالكم من المفسدين في الأرض”.

المقاومة راسخة

وبالحديث عن المقاومة في قطاع غزة أكد أبو عبيدة أن المقاومة راسخة رسوخ جبال فلسطين، وأنه لا جبال في غزة إلا رجالها الأبطال وشعبها العظيم ومقاتلوها المؤمنون الشجعان الذين يخرجون وسيخرجون لهذا العدو من تحت كل رماد ومن بين كل ركام بقوة الله تعالى.

وأضاف: “شاهد العالم طرفًا من بأس مجاهدينا وضرباتهم الموجعة، ليس فقط أثناء وجود العدو في مناطق التوغل والقتال مباشرة، بل أثناء انسحابه أو قبل انسحابه من كل محاور تقدم فيها، وتلقى العدو الضربات القاتلة كما وثقنا جزءًا يسيرًا من ذلك في عملية السابع والعشرين من رمضان في الزنة شرقي خان يونس، وفي محاور خان يونس المختلفة، ومن قبل في كمين المغازي ومواجهات البريج وكما بيت حانون، ومن قبله في مقتله جولاني في حي الشجاعية، وفي كل محاور مدينة غزة وشمال القطاع، وعمليات القنص الاحترافية للضباط والجنود واصطياد الآليات وتدميرها”.

وشدد الناطق باسم “القسام” على أن ضربات المقاومة للعدو مستمرة بعون الله، وستأخذ أشكالًا متجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة طالما استمر عدوان الاحتلال أو تواجده على أي شبر من أرضنا.

رفح والهرب من العجز

وفيما يتعلق بتسويق الاحتلال لانتصاراته قال أبو عبيدة: “أكاذيب حكومة العدو المتواصلة منذ أسابيع طويلة وربط ما يسمى بالانتصار في هذه الحرب باجتياح رفح ومحاولة إيهام العالم بأنه قضى على غالبية الكتائب العسكرية للقسام في قطاع غزة، وتبقت كتائب رفح، وغير ذلك من الأكاذيب الواهية؛ محاولة للهروب من حقيقة الفشل الكبير والعجز الذي تنتهجه قيادة الاحتلال في تحقيق أهداف هذه الحرب الإجرامية غير المسبوقة في التاريخ المعاصر”.

وأضاف: “تصرفات وجرائم العدو المتواصلة تدل على شعور بالهزيمة والفشل وليس النصر أو ما يشبه النصر، فجيش يجعل كل تركيزه على قتل الأطفال وارتكاب المجازر بحق العائلات ومحاصرة المشافي وتجريف المقابر والانتقام من جثامين الشهداء وقنص المدنيين الأبرياء على بعد مئات الأمتار، وقصف تجمعات المساعدات واغتيال أعضاء المنظمات الإغاثية الدولية، واللجان التطوعية المحلية؛ هذه مواصفات جيش يشعر بالضعف والهزيمة والخيبة الكبيرة وليس جيشًا منتصرًا ولا واثقًا من إنجازاته المزعومة، هذا علاوة على أنها تعتبر إحدى علامات الله في إساءة وجه هذا الكيان الغاصب الدنيء”.

وتابع: “إن ذلك رسالة مدوية لأمتنا ولكل حرٍّ في العالم بأن هذا العدو الذي سحقنا كبرياء جيشه في 60 دقيقة في السابع من أكتوبر، لم يستطع خلال 200 يوم إلا أن يحقق الدمار والمجازر المروعة والإبادة الجماعية التي يتقنها أي جبان يمتلك طائراتٍ وقنابلَ فتاكةً”.

وأردف: “العدو وجيشه الهمجي حيثما بحث في أي بقعة من غزة عن نصر وإنجاز يرفع به معنويات جنوده وجمهوره ويطيل فيه من عمر حكومته النازية، سيجدنا هناك في مواجهته من حيث لا يحتسب، لنسفك دماء جنوده ونذكره بأن غزة باقية ومقاومتها متجذرة وهم الراحلون المنكسرون بعون الله وقوته”.

ولفت الناطق باسم القسام إلى أن العلامة الفارقة في هذه المعركة، هي صمود شعبنا ومقاومتنا التي أذهلت العدو والصديق رغم الإبادة والمحرقة النازية، مشددًا على أن المقاومة لن تتنازل بأي حال عن الحقوق الأساسية الإنسانية لشعبنا، وعلى رأسها وقف العدوان وانسحاب العدو وعودة النازحين وإعادة الإعمار ورفع الحصار.

وبيَّن أن تعنت العدو في هذه القضايا يؤكد أن حربه ليست سوى حرب إبادة ضد شعبنا بأكمله، وأنه يعلم بأن إنجازاته الوحيدة هي التدمير وإدامة معاناة المدنيين وقتلهم والتنكيل بهم.

الاحتلال يماطل

وفي السياق قال أبو عبيدة: “بات واضحًا وجليًا أن حكومة العدو تماطل وتتلكأ في الوصول إلى صفقة للتبادل وتحاول عرقلة جهود الوسطاء للوصول إلى وقف إطلاق النار، وتمارس الكذب والتضليل على جمهورها فيما يتعلق بهذا الملف، والعدو بذلك يتخبط تمامًا كما يتخبط في كل ما يتعلق بمسار هذه الحرب العدوانية، ويريد كسب المزيد من الوقت لعله يطيل أمد هذه الحرب لشعوره بالعجز والفشل الاستراتيجي”.

ووجه الناطق باسم “القسام” سؤالًا لجمهور العدو قائلًا: “أين شاؤول آرون؟ وهدار جولدن؟ لا زالا في قبضتنا منذ عشر سنوات وأين الأسير الأثيوبي منغستو؟ وأين هشام السيد؟ لقد طواهم النسيان لأنهم ليسوا من اهتمامات نتنياهو وزوجته ولا حكومته المتطرفة”، مضيفًا: “نحيطكم علمًا بأن سيناريو رون آراد، ربما يكون السيناريو الأكثر حظًا أن يتكرر مع أبنائكم في غزة”.

وقال: “إن عائلات الأسرى ستدرك، لكن ربما بعد فوات الأوان أن حكومتهم الفاشية قد ارتكبت بحقهم كارثة ومأساة ستظل حاضرة لوقت طويل وسيعانون هم منها كعائلات، بعد أن يكون نتنياهو قد انتهى من مناوراته السياسية والألعاب البائسة، فالكرة في ملعب من يعنيه الأمر من جمهور العدو ولكن في وقت حرج وضيق وخطير”.

“طوفان الأقصى” قلب الطاولة

وأكد أبو عبيدة أن “ما يسمى بالضغط العسكري في مفهوم المجرم نتنياهو وأركان حربه الفاشيين، والذي يعني المزيد من سفك الدماء والإبادة لشعبنا، لن يدفعنا سوى للثبات على مواقفنا، لأن فاتورة الدماء التي دفعها شعبنا لن يكون مقابلها سوى انتزاع حقوق أهلنا الطبيعية وشروط مقاومتنا العادلة بإذن الله تعالى”.

وأشار إلى أنه ومن أهم آثار طوفان الأقصى هو استنهاض الأمة وتوحيد ساحاتها وجمع جبهاتها حول هدف واحد هو فلسطين والأقصى، مبينًا أن ما سعى إليه العدو عبر عقود من الزمن هو عزل القضية الفلسطينية والاستفراد بالقدس والأقصى لحسم الصراع وتهويد أحد أقدس مقدسات المسلمين، وكان التطبيع المقيت أحد وجوه هذا السعي المحموم من قبل الاحتلال.

وتابع: “وإذا بطوفان الأقصى يقلب الطاولة على هذا العدو ويتحول إلى طوفان رفض ومقاومة له وطوفان غضب وكراهية عالمية لهذا الاحتلال المجرم النازي الذي ظهر على حقيقته متجرداً من كل مساحيق تجميله التي خدع بها العالم لعقود، لذلك فإن عين العدو على غزة والعين الأخرى على ردة فعل العالم، بدءًا من الشعوب العربية والإسلامية وجبهات المقاومة والقتال والإسناد المباشر عسكرياً وشعبياً وصولاً إلى كل شعوب العالم وقياداته”.

تصعيد الفعل المقاوم

وبالحديث عن جبهات المقاومة ضد الاحتلال قال أبو عبيدة: “إننا نقدر كل جهد عسكري وشعبي انضم إلى طوفان الأقصى وكان سببا في إغاظة هذا العدو وفضحه، ونخص جبهات القتال الباسلة في لبنان واليمن والعراق، ونحيي أرواح شهدائها الكرام وأبطالها المقاتلين والمجاهدين وتضحيات شعوبها الحرة الأبية”.

ودعا جماهير الأمة إلى تصعيد الفعل المقاوم بكل أشكاله وفي كل الساحات، مؤكدًا أن ردة الفعل الهستيرية التي أبداها العدو وأسياده تجاه الفعل المقاوم الذي يلتئم من مختلف الجبهات لأول مرة في تاريخ قضيتنا، من حيث نطاقه وأشكاله؛ تدل على أهمية هذا العمل المقاوم وتأثيره، وخشية الاحتلال بل رعبه من تصاعده.

وأضاف: “إن أهم جبهة للتحرك والتصعيد الميداني هي جبهة الضفة المحتلة التي هي خاصرة هذا العدو وخط المواجهة الأقرب الذي يغير كل المعادلات، فتحية لأبطال الضفة من طولكرم وجنين ونابلس وطوباس إلى رام الله وقلقيلية وأريحا وبيت لحم والخليل، وكل شبر من ضفتنا الحرة الأبية وعاصمتنا المقدسة”.

وتابع: “كما أن أهم الساحات العربية ومن أهمها شعبياً وجماهيرياً وأكثرها اشعالًا لنيران العدو هي الجماهير الأردنية العزيزة التي نوجه لها التحية وندعوها لتصعيد فعلها وإعلاء صوتها، فالأردن منا ونحن منه، وكذلك كل قطر من أرضنا العربية والإسلامية”.

عملية الوعد الصادق

وفي السياق وعن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية قال أبو عبيدة: “لقد شاهد العالم كيف أصيب الكيان الصهيوني بالذعر قبل وأثناء وبعد عملية “الوعد الصادق” التي ردت فيها الجمهورية الإسلامية في إيران على العدوان الصهيوني عليها، ردًا بحجمه ورسالته وطبيعته وضع قواعد جديدة وسخ معادلات مهمة وأربك حسابات العدو، ومن وراءه، فإذا بالكيان يستدعي حلفاءه على بعد آلاف الأميال ليدافعوا عنه باستماتة، ثم يخرج منتشيًا بقدرات الدفاع بعد أن كان يتباهى بالهجوم ويحاول إخفاء نتائج وآثار هذه العملية”.

وأكد أن المقاومة تراقب وتدرك جيدًا مدى تأثير هذا الرد وهذه الضربات، التي تؤكد أنه قد مرَّ زمن الذي يضرب فيه هذا العدو دون حسيب أو يعتدي دون رد أو عقاب.

وفي الختام وجَّه الناطق باسم كتائب القسام تحية للشعب الصامد في غزة قائلًا: ” تحية يا أهلنا يا شعبنا العظيم، تحية لكم وأنتم تكسرون العدوان كل يوم بصمودكم وثباتكم على أرضكم وأنتم تسطرون أروع ملحمة للعطاء، وتعلمون الدنيا دروسا فريدة في الكرامة، تحية لعائلاتنا الكريمة، عائلات الشهداء تيجان رؤوس أمة الإسلام، وتحية للجرحى وأسرهم وللأسرى وعائلاتهم والنازحين والمشردين من بيوتهم وكل طفل وامرأة وشيخ فلسطيني، أنتم فخر الأحرار في العالم وأيقونة البطولة التي لا تضاهى، ولقد صنعتم وتصنعون التاريخ بتضحياتكم في مواجهة جيش النازي المرتزق الذي يمتلك دويلة مارقة باغية”.

رابط مختصر: