أخبار

هنية: نحذر من دخول رفح والاحتلال من يعرقل التوصل لاتفاق بدعم أمريكي

2024/04/21 23:40م

حذر رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) الأخ المجاهد إسماعيل هنية، من دخول الاحتلال الإسرائيلي إلى رفح مؤكدًا أن هذا قد يُسبب مذبحة كبيرة ضد شعبنا الفلسطيني.

الموقف الأمريكي مخادع

وأوضح هنية في لقاء صحفي الأحد مع وكالة “الأناضول”، أن العدو الصهيوني لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان في قطاع غزة، وخاصةً أنه يتحدث عن ذلك منذ شهور، والموقف الأمريكي هو موقف مخادع، مؤكداً أنه حينما يتحدث عن أنه يحتاج إلى أن يرى خططاً، وأنه لا يريد أن يحصل هناك أذى للمدنيين، هي عملية خداع.

وقال: “كل المدنيين الذين قتلوا في غزة، كل الآلاف المؤلفة من الشهداء، قتلوا بالسلاح الأمريكي، وبالصواريخ الأمريكية، قتلوا بالغطاء السياسي الأمريكي، وحينما تقف أمريكا داخل مجلس الأمن وتأخذ قرار الفيتو، أي ضد قرار وقف إطلاق النار، ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أن أمريكا هي التي تعطي الغطاء الكامل والمظلة الكاملة لاستمرار القتل والمذبحة تجاه قطاع غزة”.

وأضاف: “ماذا يعني حينما تأخذ أمريكا قرار الفيتو، هي ضد اعتبار دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة؟ معنى ذلك أن أمريكا هي التي تتبنى الموقف الإسرائيلي، وهي التي تقف في وجه حقوق الشعب الفلسطيني”.

ودعا رئيس المكتب السياسي جميع الدول الأشقاء في مصر، وتركيا، وقطر كوسطاء، وكل الدول ذات الصلة، والدول الأوروبية وغيرها أن يتحركوا من أجل لجم العدوان ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإنهاء العدوان على القطاع.

وشدَّد على أنه في حال قرر العدو الصهيوني أن يذهب إلى رفح، فإنَّ شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي جاهزة لأن تدافع عن نفسها وأن تتصدى لهذا العدوان على نفسها وعلى شعبها.

الاحتلال يتعنَّت

وفيما يتعلق بملف المفاوضات قال هنية: “مواقفنا واضحة منذ البداية، نحن نريد أن نوقف العدوان على شعبنا، هذه أولوية بالنسبة لنا، ومن أجل ذلك، وافقنا على الدخول في مفاوضات شريطة أن تفضي هذه المفاوضات إلى وقف إطلاق نار دائم، وإلى انسحاب شامل، وإلى عودة كل النازحين، وصولاً إلى صفقة تبادل مشروعة مع العدو الصهيوني”.

وبيّن أنّه ورغم عشرات الجلسات وعشرات الأوراق المتبادلة عبر الوسطاء، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يوافق الاحتلال على وقف إطلاق النار على قطاع غزة، وأنَّ كل ما يريده العدو هو أن يستعيد أسراه ثم يستأنف الحرب على غزة، وهذا لا يمكن أن يكون.

وأشار إلى أن الاحتلال يريد أيضاً من حماس والمقاومة أن توافق على خرائط انتشار الجيش الإسرائيلي بحيث يشرعنون الاحتلال في القطاع أو جزء منه، وهذا لا يمكن أن يحدث، مؤكداً أنه على الاحتلال الانسحاب الكامل من قطاع غزة.

وأضاف: “الاحتلال لا يريد عودة النازحين إلى شمال القطاع وإلى مناطق سكناهم، ويوافق فقط على عودتهم بشكل تدريجي وبأعداد محدودة، وهذا أيضاً لا يمكن أن يتم، ولا يريد أيضاً أن يمنح الاستحقاق المطلوب لعملية التبادل ويرفض تقديم أعداد كبيرة، ويريد التحكم فيها، بينما يواصل اعتقال حوالي 14000 معتقل جديد منذ 7 أكتوبر من الضفة الغربية وقطاع غزة”.

وشدد هنية على أن الاحتلال هو من يعيق التوصل لاتفاق، وكذلك الإدارة الأمريكية التي تتبنى رؤية إسرائيلية وتدعمها في كل مرة دون ممارسة أي ضغط عليه للاستجابة للمطالب المنطقية والصحيحة، مبيناً أنه “عندما يوافق الاحتلال على هذه المطالب، سنكون جاهزين لتوقيع الاتفاق”.

وتابع: “قدمت حماس هذه الدول كضامنات للاتفاق، مصر وقطر، وأيضاً تركيا وروسيا والأمم المتحدة، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الإسرائيلي يرفض أن تكون تركيا وروسيا ضمن الدول الضامنة، ولذلك نحن متمسكون بذلك رغم الرفض الإسرائيلي”.

المقاومة ثابتة وصامدة

وبالحديث عن عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر قال هنية: “اعتمد الاحتلال استراتيجية تبدأ بالقصف الجوي الواسع في قطاع غزة، ثم الدخول البري، ثم ما يسمى بالمرحلة الثالثة وهي القتل الانتقائي، بالإضافة إلى استخدامه للحصار العسكري والإنساني لقطاع غزة بشكل عام، ولقد دمر كل شيء، من مستشفيات ومدارس وجامعات إلى البنية التحتية والمخابز والصيدليات ومصانع الأدوية، فلم يبقَ شيء على الإطلاق”.

وأوضح أنه نتيجة لذلك، مرت غزة وشمال القطاع بأكثر من خمسة أشهر دون أن يدخل إليها أي شيء، مما دفع الاحتلال إلى استخدام سلاح التجويع لكسر إرادة الناس وللضغط عليهم من أجل الهجرة من الشمال إلى الجنوب، وبالتالي تفريغ غزة والشمال واعتبارهما منطقة أمنية أو جزءاً من الغلاف الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس أن المقاومة قدمت شيئاً يشبه المعجزة في الهجوم والمعجزة في الدفاع، سواء كان ذلك في 7 أكتوبر أو خلال السبعة أشهر الماضية، مشدداً على أن المقاومة مستمرة في كل المحاور، باستخدام أساليب متنوعة، بخطط دفاعية وخطط هجومية، ولديها قدرة عالية جداً على التعامل مع الأوضاع الميدانية والمستجدات الأمنية، وإرادة قوية لا تلين، تستمدها بعد الله عز وجل من إرادة شعبنا وإرادة هذه الحاضنة الشعبية في غزة.

ولفت إلى أن الحاضنة الشعبية العظيمة تظهر صمودها وثباتها وشموخها وقدرتها على تحمل هذه الحرب العالمية والكونية، مشيراً إلى أن المقاومة أيضاً أعدت طويلاً لمثل هذه المواجهات ولمثل هذه المعارك، فهي في موقع القدرة على الاستمرار في الدفاع عن شعبنا، والعدو الصهيوني لن يستطيع ولن يتمكن من كسر هذه البندقية ولا من كسر هذه الراية ولا من كسر إرادة المقاومة والصمود.

تلاحم جبهات المقاومة

وعن وحدة جبهات المقاومة أكد هنية أننا نشهد مقاومة متجددة ومتواصلة ومواجهات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة.

وقال: “العدو الصهيوني أراد أن يستفرد بقطاع غزة، ولكن في إطار هذا التلاحم بين جبهات المقاومة، وفي لبنان خصوصاً التي أصبحت جزءاً من هذه المواجهة، وهناك في جنوب لبنان وشمال فلسطين، يعني أشبه ما يكون بالحرب بين الاحتلال الصهيوني وبين المقاومة الإسلامية في لبنان وفصائل المقاومة الفلسطينية”.

وأضاف: “كذلك في اليمن، ولم يكن أحد يتصور أو يعتقد أنه ممكن أن يكون من اليمن مثل هذا العمل الذي يتعلق بالبحر الأحمر والضغط الهائل جداً الذي يمارسه الإخوة على حركة الملاحة المتجهة إلى الكيان، وهذا له تأثيراته الواضحة جداً على الاقتصاد الإسرائيلي وعلى اقتصاد الشركات المتعاملة والسفن المتعاملة معه بشكلٍ أو بآخر”.

المواجهة مع إيران

ونوَّه إلى أن التطور الذي جرى على المواجهة بين الجمهورية الإسلامية في إيران وبين الاحتلال الصهيوني، يدلل على أن رقعة المواجهة تتوسع في الإقليم سواء كان في لبنان أو العراق واليمن وسوريا وصولاً إلى إيران.

وأوضح أن كل ذلك مرتبط باستمرار العدوان وحرب الإبادة على قطاع غزة، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يتوقف فيه العدوان على غزة، بالتأكيد أن هذه الجبهات ستشهد هدوءاً.
وتابع: ليس سرًا بأن إيران تقدم دعمًا عسكريًا وماليًا للمقاومة في فلسطين، وكذلك تقنيًا، وهذا أمر معروف منذ سنوات، ولديها أيضًا استراتيجية وسياسة استمرار هذا الدعم في ظل طوفان الأقصى والعدوان على غزة.

وبيَّن أن الذي يتحمل مسؤولية التطور الأخير الذي جرى، هو الاحتلال الصهيوني الذي قصف مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى استشهاد عدد من قادة الحرس الثوري، وإيران لا يمكن أن تسكت عن هذا العدوان الذي مس السيادة بشكل مباشر.

ولفت إلى أن سياسة الصبر الاستراتيجي التي استخدمتها الجمهورية الإسلامية في إيران سابقًا، ربما فهمها الاحتلال خطأً، مؤكداً أن الكل كان يتوقع أن يكون هناك رد من إيران، وهذا الرد بالتأكيد ومداه وأبعاده هو راجع إلى إيران هي التي تتخذ القرار بما تراه مناسبًا.

وأكد أن نتنياهو لا يريد أن يوقف الحرب على غزة بل هو يسعى إلى توسيع الحرب لتصبح حرباً إقليمية، لجر الأمريكان أنفسهم إلى أن يكونوا جزءاً أو ذراعاً عسكرية أيضاً تخدم الكيان الإسرائيلي في توجيه ضربات لهذه الجبهة أو تلك، وخاصة إلى إيران.

ترتيب البيت الفلسطيني

وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني الداخلي قال هنية: دعونا إلى ترتيب البيت الفلسطيني على مستويين:
المستوى القيادي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بحيث يتم إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتشمل أيضاً كل الفصائل الفلسطينية، خاصة حماس والجهاد والمبادرة، والمستوى الثاني هو تشكيل حكومة توافق للضفة الغربية وقطاع غزة، تكون لها ثلاث مهام: الإشراف على الإعمار، وتوحيد المؤسسات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، والتحضير لإجراء الانتخابات العامة: رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني.

وأضاف: “نحن نرى بأن غزة هي جزء من الوطن الفلسطيني، وأن تشكيل حكومة توافق وطني لغزة والضفة ستكون بالتأكيد مشرفة على غزة وإدارتها بعد نهاية الحرب”.

إدارة قطاع غزة

وبالحديث عن الخيارات والبدائل التي تُطرح قال هنية: “هناك خيارات تطرح مثل وجود قوة عربية وتُسمّى بعض الدول؛ نحن قلنا بكل وضوح أننا نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية إذا كانت مهمتها تقديم الدعم لشعبنا الفلسطيني ومساعدته على التحرر من الاحتلال الإسرائيلي، ولكن إذا جاءت قوة عربية أو حتى دولية، وأياً كانت هذه الدولة، لتوفير حماية للكيان الإسرائيلي، فبالتأكيد أنها مرفوضة”.

وأضاف: “هناك بدائل طُرحت، ولكنها بدائل غير عملية، وهي بدائل لا يمكن لها أن تنجح، مؤكداً أن إدارة قطاع غزة تتم بإرادة فلسطينية، وحركة حماس ليست متمسكة بالتمثيل وحدها كما يريد البعض أن يدعي ويقول، ولكن نحن جزء من الشعب الفلسطيني، ونحن على قاعدة شراكة يمكننا أن نبني حكومة وحدة وطنية”.

وتابع: “يمكننا أن نتوافق على إدارة قطاع غزة، وهذه قضايا فلسطينية بحتة، لا يجوز ولا يحق لنا أن نسمح للاحتلال الإسرائيلي أو لغيره أن يتدخل في ترتيب الوضع الفلسطيني أو في إدارة الشؤون الفلسطينية الداخلية في غزة أو في الضفة، أو في كليهما”.

رابط مختصر: