أكد الأخ المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة على خمسة مبادئ من أجل تحقيق اتفاق شامل لوقف الحرب وهي: وقف إطلاق النار الشامل والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من كل أراضي القطاع وعودة النازحين بشكل كامل وبدون شروط وتأمين القضايا الإنسانية بما فيها من إغاثة وإيواء وإعمار وإنهاء الحصار ثم الوصول إلى صفقة مشرفة بموجبها يتم تبادل الأسرى.
وأشار رئيس المكتب السياسي في كلمة ألقاها في غرة شهر رمضان المبارك مساء اليوم أن هذه المبادئ الخمسة ترتكز إلى ثلاث ضوابط انطلقت من خلالها المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق، موضحاً أن أول هذه الضوابط أن هذا الاتفاق يجب أن يفضي إلى وقف إطلاق النار والضابط الثاني أن نترجم هذا الصمود الأسطوري وهذه البطولة وهذه التضحيات إلى إنجازات حقيقية لشعبنا على صعيد المعركة وعلى الصعيد الوطني والسياسي والضابط الثالث هو أن نقطع الطريق على كل المخططات المشبوهة التي تستهدف غزة في بعدها الوطني والإداري والسياسي.
وشدد هنية أن العدو يتحمل مسؤولية عدم التوصل لأي اتفاق ويتهرب من إعطاء أي التزامات واضحة في موضوع الاتفاق وقال: ” أقول لكم بكل وضوح وبكل مسؤولية وتجرد أن العدو حتى الآن يتهرب من إعطاء ضمانات والتزامات واضحة خاصة في وقف الحرب العدوانية على قطاع غزة” مشدداً أن قيادة الحركة ترفض إطلاقاً أي اتفاق لا ينهي الحرب على غزة أو لا يعيد النازحين إلى بيوتهم أو لا يضمن خروج جيش الاحتلال من القطاع ويؤمن القضايا الإنسانية لأبناء شعبنا.
وأوضح رئيس الحركة أن الاتفاق لا بد أن يشمل ثلاثة مراحل متلازمة وأن يكون أيضا بضمانات دولية لإلزام الاحتلال بما يتم الاتفاق عليه مشيراً أن الاحتلال وحكومته يتحمل مسؤولية عدم التوصل لاتفاق لأنه لا يريد أن يلتزم بالمبادئ الأساسية للاتفاق.
وأكد هنية أن حركة حماس وقيادتها منفتحون على استمرار المفاوضات وأية صيغ تنهي هذا العدوان وهذه الجرائم على شعبنا الفلسطيني، مشيراً في كلمته أن حماس لا تقايض على أي قطرة دم لطفل أو امرأة أو شيخ أو عجوز أو مجاهد أو مقاتل من أبناء شعبنا.
وحذّر هنية من أن العدو يُدير حرباً نفسية ضد شعبنا وهناك محاولات دق الأسافين وخلق ونشر الفوضى ولكن كل ذلك سوف يفشل ولن ينجح، محذراً من الوقوع فريسة الشائعات والحملات الإعلامية المغرضة.
وأشاد رئيس الحركة بالصمود العظيم البطولي الأسطوري لشعبنا في معركة طوفان الأقصى حيث أن المعركة تدخل شهرها السادس وهو لم يحقق أي من أهدافه، حيث لم يقض على حماس وعلى المقاومة، لم يسترد أي من أسراه ولن يسترد أياً منهم إلا من خلال اتفاق، موضحاً أن الاحتلال فشل أيضاً في تهجير شعبنا وتفريق قطاع غزة رغم كل المذابح والمجازر وحرب الإبادة والتطهير العرقي الذي مارسه على شعبنا الفلسطيني.
وأكد هنية أن حركة حماس تتابع ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي وأنها معنية أكثر من أي وقت مضى لوحدة الشعب الفلسطيني ولإعادة بناء مكوناته السياسية والقيادية على أسس صحيحة وسليمة، وقال “يترتب هذا على ثلاث مستويات الأول المستوى القيادي وإعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية عبر الانتخابات لمجلس وطني فلسطيني، والمستوى الثاني هو الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني بمهمات محددة ولفترة زمنية مؤقتة لحين إجراء الانتخابات العامة التشريعية ورئاسية ومجلس وطني فلسطيني والمستوى الثالث أن نتوافق على برنامج سياسي لشعبنا في هذه المرحلة وأضاف: نحن قدمنا مقاربة سياسية على هذا الصعيد تتمثل في أننا مع إنهاء الاحتلال الصهيوني عن أرضنا في الضفة الغربية وقطاع غزة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس مع حق العودة وتقرير المصير.
ودعا رئيس المكتب السياسي كل أبناء شعبنا في كل مكان وخاصة أهلنا في القدس وفي الضفة والمنافي والشتات لإسناد معركة طوفان الأقصى لحماية القدس والمسجد الأقصى لمواجهة أية مؤامرات تستهدف أقصانا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ومطالباً إياهم استثمار شهر رمضان المبارك.
ووجه هنية التحية لكل جبهات المقاومة التي تساند معركة شعبنا وتساند المقاومة سواء جبهة لبنان البطولة والفداء وجبهة اليمن الحكمة والشجاعة والجرأة والبطولة والأصالة وجبهة العراق، كما حيّا أيضاً أبناء أمتنا وكل طوفان الجماهير التي تخرج في كل عواصم دولنا العربية والإسلامية في كل العواصم والمدن، معتبراً الحراك الشعبي الذي يجري يشكل تحولاً مهما جداً على صعيد الرأي العام العالمي بالنسبة لقضيتنا وحقوقنا وشعبنا وحتى مقاومتنا الباسلة ونحيي جنوب أفريقيا التي جلبت هذا العدو لأول مرة منذ نشوئه إلى محكمة العدل الدولية.