تقارير

كتائب القسام.. مسيرة متطورة ومتصاعدة هزت كيان العدو

2024/03/5 3:58ص

تبنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” منذ انطلاقتها في الرابع عشر من ديسمبر عام 1987م استراتيجية مراكمة القوة، ومرت في محطات عديدة من معركة الإعداد والتجهيز في مسيرة المقاومة، وغدت اليوم رقما صعبا وقوة لا يستهان بها، ويحسب لها العدو الصهيوني المتغطرس ألف حساب.

تطور المقاومة الفلسطينية مر بمراحل عديدة من فرض معادلات مهمة لصالح شعبنا الفلسطيني في معركته المفتوحة مع الاحتلال الصهيوني، حيث يراكم شعبنا ومقاومته الباسلة القوة في غزة وجنين والخليل ورام الله وقلقيلية وفي كل مكان من أرضنا، للخلاص من الاحتلال وتحرير الأرض الفلسطينية.

تعاظم المقاومة وأسلحتها العسكرية بدا واضحا في معرض للأسلحة حمل عنوان “المقاومة صورة وتذكار” الذي نظمته كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية للحركة خلال أيام عيد الأضحى المبارك في التاسع والعشرين من شهر يونيو عام 2023 في مناطق مختلفة من قطاع غزة، ووثقت فيه تطور صناعاتها وقدراتها العسكرية، وسط احتفاء شعبي كبير بالمقاومة التي تمثل أمل شعبنا في الحرية والانعتاق من الاحتلال.

المحاولات الصهيونية لاستئصال المقاومة، وكبح تطورها باءت بالفشل، فتخطت العقبات وكسرت الصعاب، وفاجأت العدو والصديق بالتطور الكبير الذي وصلت إليه، وباتت اليوم كل فلسطين المحتلة في مرمى صواريخ المقاومة وطائراتها المُسيّرة، وباطن الأرض يعرف رجال الأنفاق في عمليات الإنزال خلف خطوط العدو والاقتحام من مسافة صفر، وساحة الحرب الإلكترونية تقودها العقول الفذة في كتائب القسام.

صواريخ المقاومة

شكلت صواريخ كتائب القسام محلية الصنع، نقلة نوعية في مسار الصراع مع الاحتلال، فمنظومة الصواريخ لدى المقاومة تشكلت من صاروخ القسام في أولى مراحله، مرورا بصاروخ المقادمة M75 في معركة حجارة السجيل عام 2012، وصاروخ سجيل 55 والجعبري J80 والرنتيسي R160 في معركة العصف المأكول عام 2014، وصولاً إلى صواريخ أبو شمالة والعطار والعياش التي لمع بريقها في معركة سيف القدس 2021م.

قلبت صواريخ المقاومة التي وصلت مختلف مناطق أراضينا المحتلة، موازين المعركة مع الاحتلال، وفرضت المعادلات مرارا وتكرارا، حتى بات قصف مدن العمق كتل أبيب ومحيطها أسهل على المقاومة من شربة الماء.

وتمكنت المقاومة بما تحوزه من ترسانة صاروخية ثقيلة وبعيدة المدى من فرض معادلات عدة، وبددت أمن الاحتلال وكسرت هيبته، ورسخت معادلات “القصف بالقصف” “وإن زدتم زدنا”، استهداف الأبراج السكنية يقابله قصف “تل أبيب” في كل جولة من جولات القتال.

سلاح الأنفاق

لم تغفل الحركة إلى جانب عملها الدؤوب على تطوير منظومتها الصاروخية عن مراكمة القوة في مجالات أخرى، فابتكرت سلاح الأنفاق الذي غيّر موازين المعركة، وكان سببا أساسيا في طرد الاحتلال من غزة عام 2005م، بعد سلسلة عمليات نفذتها عبر الأنفاق الهجومية، أبرزها عملية موقع ترميد، وعملية محفوظة، وعملية حردون، وعملية براكين الغضب، وعملية السهم الثاقب.

ومن وسط عتمة أنفاق المقاومة بزغ فجر الحرية لأسرانا، والتي أسرت من خلالها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط عام 2006 وأرغمت العدو على إبرام صفقة تبادل تاريخية تحرر بموجبها 1027 أسيرا من أبطال شعبنا الفلسطيني.

ونفذت المقاومة من خلال سلاح الأنفاق سلسلة من عمليات الإنزال خلف خطوط العدو البطولية، وقتلت جنود الاحتلال من مسافة صفر، وكان أبرزها عمليات الإنزال خلال معركة العصف المأكول عام 2014م في موقع ناحل عوز وأبو مطيبق وصوفا وموقع الـ 16 العسكري.

مُسيّرات المقاومة

وخلال معركة العصف المأكول عام 2014، كشفت كتائب القسام لأول مرة عن تصنيعها للطائرات المُسيرة التي أشرف عليها الشهيد المهندس التونسي محمد الزواري، وأعلنت عن ثلاثة نماذج منها، هي: استطلاعية، وهجومية، وانتحارية.

وأدخلت الكتائب خلال معركة سيف القدس عام 2021، إلى الخدمة طائرات شهاب الانتحارية محلية الصنع، وقصفت بها مصنعا للبتروكيماويات في نيرعوز، وحشودات عسكرية، وتجمعا للجنود في موقع كيسوفيم، ومنصة للغاز قبالة ساحل شمال قطاع غزة.

كما كشفت لأول مرة عن “طائرة الزواري” التي أسمتها تيمنا بالشهيد القسامي محمد الزواري، ونفذت بها طلعات جوية فوق أراضينا المحتلة لرصدمواقع العدو.

صراع الأدمغة

خاضت كتائب القسام كل الدروب لمواجهة الاحتلال حتى تمكنت من تشكيل وحدة الحرب الإلكترونية “السايبر” والتي كشفت عنها لأول مرة عام 2022، وشنت من خلالها هجمات إلكترونية على أنظمة العدو الأمنية والعسكرية، وعطلت الكثير من المراكز المهمة والحساسة.

ونفذ سلاح السايبر لدى كتائب القسام عدة هجمات سيبرانية ضد مواقع العدو العسكرية المحاذية لقطاع غزة، وخلال عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2019 نفذت وحدة السايبر القسامية هجمة كبيرة طالت 30 ألف هدف معظمها لمنشآت أمنية وعسكرية وقواعد عسكرية، الأمر الذي حاول الاحتلال وقفه بكل الوسائل بما فيها القصف الجوي، ولكنه فشل في ذلك.

كما تمكنت وحدة السايبر من الولوج إلى نظام صفارات الإنذار وتفعيلها في مناطق متعددة، ليشكّل امتلاك المقاومة لسلاح السايبر هاجسًا مرهقًا وتحديًا كبيرًا لدى منظومة العدو الأمنية والعسكرية.

وستبقى المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام الدرع الحصين لشعبنا وأمتنا، والأقدر على إفشال مخططات الاحتلال الصهيوني وأذرعه العسكرية، وستمضي في مشروع مراكمة القوة لصد ومواجهة كل محاولات العدوان على شعبنا، وصولا إلى دحره عن كامل أرضنا.

رابط مختصر: